تصريحات - الوضع في الشرق الأوسط - مستهل التصريحات (8 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)

حصة

أرغب في استهلال تصريحات هذه الإحاطة الإعلامية بالإعراب عن تعاطفي مع مواطنينا الذين تحتجزهم حركة حماس كرهائن منذ فترة شهر.

ولا يزال ثمانية فرنسيين مختفين حتى الساعة وأُكّد أن العديد منهم رهائن في قبضة حركة حماس، ويرجّح وجود عدد من القاصرين بينهم.

وتحشد فرنسا كل ما تيسر لها من جهود من أجل إطلاق سراحهم فورًا وبلا شرط، كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية والوزيرة. وتُواصل المبادلات مع شركائنا في هذا الصدد ولا سيما الإسرائيليين والقطريين من أجل تحقيق ذلك. وأجرت الوزيرة خلال نهاية هذا الأسبوع زيارة إلى الخليج حيث قامت بمحادثات بشأن هذا الموضوع.

ولا تزال فرق عملنا على تواصل وثيق مع عائلات المختفين والرهائن. وتسنى لأعلى سلطات الدولة إجراء عدة مبادلات معها من أجل الإعراب لها عن دعمنا الكامل وجهودنا المبذولة في هذا الصدد.

أمّا بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بصورة أعمّ، أذكركم بالزيارة التي أجرتها الوزيرة منذ بضعة أيام إلى الخليج في الدوحة وأبو ظبي حيث أجرت المبادلات مع نظرائها بشأن الأوضاع. وتحشد فرنسا جهودها منذ اليوم الأول، وتعمل أعلى سلطات دولتنا، أي رئيس الجمهورية والوزيرة على ثلاثة محاور، كان قد ذكّر بها رئيس الجمهورية في مبادرة السلام والأمن التي عرضها خلال جولته في المنطقة، في المجالات الأمنية والإنسانية والسياسية.

ويمثّل المجال الإنساني اليوم في المقام الأول ضرورة ملحّة، كما ذكرّت الوزيرة في الدوحة في نهاية هذا الأسبوع. وذكّرت بذلك مجددًا صباح اليوم في طوكيو. وأذكّركم بأبرز النقاط التي تطرّقت إليها في تصريحاتها: دعت، ونكرر هذه الدعوة، إلى عقد هدنة إنسانية فورية ومستدامة ومتواصلة، وكما طالب القرار الأردني الذي عُرض وصوت عليه خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي أيدته فرنسا. ويجب أن تتيح هذه الهدنة تحقيق وقف إطلاق النار، كما ذكّرت السيدة كاترين كولونا في نهاية هذا الأسبوع.

وندعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية على نحوٍ كافٍ ومستدام وخالٍ من العقبات بغية تلبية احتياجات السكان المدنيين الجمة في قطاع غزة. ولا يزال حجم هذه المساعدات اليوم، كما ذكّرت السيدة كاترين كولونا من طوكيو، بعيدًا كل البعد عن تلبية احتياجات السكان المدنيين العارمة في قطاع غزة.

وأخيرًا، يجب مكافحة الإرهاب تماشيًا مع القانون الدولي الإنساني. وشدّدت الوزيرة على واجب حماية المدنيين الدولي والأخلاقي. ويجب ألا يدفع السكان الفلسطينيون ثمن الجرائم التي ترتكبها حركة حماس. ويجب احترام هذا الواجب.

وسيتمّ التطرق إلى هذه النقاط خلال المؤتمر الإنساني الأول من أجل السكان المدنيين في قطاع غزة، الذي بادر رئيس الجمهورية الفرنسية في تحديد موعده يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، والذي سيتيح تناول ثلاثة أهداف أساسية، وأولها احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وثانيها، تلبية الاحتياجات الإنسانية على نحو كافٍ ومستدام ولا سيما توفير المياه والرعاية الصحية والطاقة والغذاء، وثالثها، الدعوة إلى التعبأة الفعلية بغية تلبية الاحتياجات التي قدرتها الأمم المتحدة بقيمة 1،2 مليار دولار.

ونحشد جهودنا في المحور الثاني في مجال الأمن. وذكّر رئيس الجمهورية بذلك، والوزيرة أيضًا. وأدنّا بأشدّ العبارات الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس وذكّرنا بضرورة مكافحة الإرهاب. وتتمتع إسرائيل بالحق في الدفاع عن النفس، إلا أنّه يجب عليها احترام القانون الدولي الإنساني.

وذكّرت سلطات دولتنا بذلك، مرارًا وتكرارًا. ونعمل في هذا الإطار أيضًا من أجل تجنيب اشتعال المنطقة. ومررنا هذه الرسائل إلى لبنان. وكانت الوزيرة أول من تولى مهمة زيارة لبنان من أجل تمريرها. وكررّها كذلك وزير القوات المسلحة في نهاية هذا الأسبوع. وتتذكّرون بالطبع محادثات رئيس الجمهورية الفرنسية مع الرئيس الإيراني رئيسي من أجل تناول هذا الموضوع أيضًا. ونواصل مبادلتنا المستمرة مع شركائنا بهذا الشأن في المنطقة وخارجها.

وتتمثل أولويتنا الأخرى في تجنيب اشتعال الضفة الغربية. وأدانت فرنسا بأشد العبارات الانتهاكات والأعمال العنيفة التي يرتكبها مستوطنون والآخذة في التفاقم. ويجب أن توقف إسرائيل هذه الأعمال العنيفة وتحاسب مرتكبيها بالقدر الذي يتناسب مع هذه الأعمال غير المقبولة.

وأعربت مجموعة الدول السبع عن رأيها في بيانها في هذا الصدد.

أما المحور الثالث، وهو المحور السياسي، الذي ذكرته سلطات دولتنا في مناسبة كل زيارة أجرتها في المنطقة وخلال تصريحاتهم الأخيرة، فيتمثل في الضرورة الملحة لإعادة فتح أفق سياسي مبني على حل الدولتين بغية الاستجابة لتطلعات إسرائيل في المجال الأمني بلا التفريط بتطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة. ويجب إضفاء زخم حاسم على هذه الجهود كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية. وعليه، سنواصل جهودنا من أجل تحقيق ذلك.

وأخيرًا، أذكّر بأولويتنا المتمثلة في إجلاء مواطنينا وموظفينا وعائلاتهم من قطاع غزة. ويسرّني أن 100 منهم قد خرجوا من قطاع غزة بالفعل واستقبلوا في سفارتنا وقنصليتنا العامة في القاهرة. وأتقدّم بالشكر، باسم الوزيرة، على حشد جهود جميع فرق عملنا الدبلوماسية التي تتواصل من أجل التمكن من إجلاء مواطنينا وموظفينا الذين يرغبون في ذلك.